المبحث الثاني الإنشاء
(٧) التيئيس
  ويكون في حال المخاطب الذي يهم بأمر لا يقوى عليه، وليس من أهله مثله قول الشاعر:
  لا تَعْرِضَنَّ لجعفر متشبهاً ... بندى يديه فلست من أنداده
  فكأن الشاعر يقول لمخاطبه: إن من المستحيل عليك أن تتشبه بجعفر كرماً وسخاء، فلست من أمثاله ولست قادراً على أن تبلغ آفاقه و آماده.
٥ - النداء
  يقول عنه البلاغيون: إنه طلب المتكلم إقبال المخاطب عليه بحرفٍ من حروف النداء يحلُّ الفعل المضارع «أنادي» المنقول من الخبر إلى الإنشاء محلّه. وقد يحذف حرف النداء إذا فهم من الكلام. نحو: {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا}[يوسف: ٢٩].
  وحروف النداء هي:
  أ - الهمزة، وأي: وينادى بهما القريب.
  ب - يا، وأي، وأيا وهيا، و وا. وينادى بها البعيد.
  وهذه الأدوات قد تستخدم في حقيقة ما وضعت له من نداء قريب أو بعيد، وحينئذ تكون جارية وفق مقتضى الظاهر.
  لكنها - كثيراً - ما تستعمل على عكس ما وضعت له، فينادى البعيد بأداة نداء القريب، وينادى القريب بأداة نداء البعيد لاعتبارات يلحظها الأديب البليغ.
  قد يريد في خروجه بالأدوات عن معناها الأصلي زيادة في المدح، أو