البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

المبحث الخامس أحوال متعلقات الفعل

صفحة 153 - الجزء 1

  وها نحن أولاء نفصل القول في هذه المواقع، لعلنا في نهاية المطاف نستطيع الوقوف على سرّ التعبير الفنّي البديع، أو لعلنا نستطيع التصرف بالكلام فننشيء تعبيراً فنياً بديعاً.

  ***

تقدم الفعل وتأخره

  لقد سبق القول في أسباب تقدم الفعل على فاعله، وكان من هذه الأسباب إفادة التفاؤل أو التشاؤم. والإشارة إلى الزمن في مضيّه أو حاضره أو قادمه.

  كذلك كان من أسباب تأخره تقوية الحكم وتأكيد المعنى.

الفعل اللازم والمتعدي

  الفعل اللازم هو الذي لا يتعدى إلى مفعول. نحو: رَجَع المسافر. والمتعدي هو الذي ينصب مفعولاً أو أكثر نحو: كتب الغريب رسالة.

  فإذا قلت: كتب الغريب، فإنك أسندت فعل الكتابة إلى الغريب.

  وإذا قلت: كتب الغريب رسالة، فإنك عديت الفعل، وأثبت وقوع الكتابة من الغريب على الرسالة.

  إذن، الفعل «كتب» أفاد وقوع الكتابة من الفاعل، وأفاد وقوعها على المفعول.

  أما إذا رغبت في التعبير عن حدوث الكتابة، دون أن تقصد من الكاتب، وماذا كتب فقل: حصلت كتابة، أو كانت كتابة.

  ***