المبحث السابع الوصل والفصل
  كذلك ينبغي أن يعلم أن الجملة الخبرية لها معنى وصياغة تختلف عن معنى الجملة الإنشائية وأسلوب صياغتها.
  إنه إن ملك الذوق الفنّي أولاً، وأصول العلوم الأساسية ثانياً، عرف بداهة متى يصل كلامه، بعضه ببعض، ومتى يقطعه، بعضه عن بعض.
  من هذين المنطلقين يمكننا أن نتحدث عن مواطن الفصل - كما قررها علماء البلاغة وقد يكون تعرُّفها وسيلةً إلى تعرف مواطن الوصل في الكلام.
مواطن الفَصْل
  ١ - إذا كان بين الجملتين اتحاد تام. وذلك بأن تكون الثانية توكيداً للأولى، أو بدلاً منها، أو بياناً لها. وهو: كمال الاتصال.
  فالتوكيد نحو:
  يهوى الثناء مبرز ومقصر ... حب الثناء طبيعة الإنسان
  والبدل نحو:
  {وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ ٤٩}[البقرة].
  والبيان نحو:
  الناس للناس من بدو وحاضِرَة ... بعض لبعض وإن لم يشعروا خدمُ
  ٢ - إذا كان بين الجملتين تباين تام، وذلك بأن تختلفا خبراً وإنشاء، أو بألا تكون بينهما مناسبة ما، وهذا هو كمال الانقطاع.