البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

أقسام المجاز

صفحة 88 - الجزء 2

  (الجنون) وهو مصدر يُجَنِّ، بدلاً من إسناده إلى الرجل الذي يكون منه الجنون.

  والذي سوٌغ هذا الإسناد العلاقةُ المصدريةُ بين الفعل ومصدره.

  مثال آخر من أبي فراس:

  سيذكُرُني قومي إذا جدَّ جدّثهم ... وفي الليلة الظلَّماءِ يُفْتَقَدُ البَدْرُ

  مرّ هذا البيت معنا في التشبيه الضمني، وشرحنا معناه. أما الشاهد فيه هنا فهو قول الشاعر جدَّ جدُّهم.

  إنه أسند الفعل (جدَّ) إلى (الجدّ) وليس إلى القوم الذين يكونُ منهم الجدُّ ... وهذا الإسناد مجازيٌ علاقتُهُ المصدرية ... أي إن الذي سوَّع الإسناد هو العلاقة المصدرية بين الفعل (جَدَّ) والمصدر (جدُّهُم).

٥ - العلاقة الفاعلية

  قال الله تعالى في كتابه العزيز: {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا ٤٥}⁣[الإسراء].

  الحجابُ في أصله ساترٌ، وليس مستوراً لقد حَلَّ اسم المفعول محل اسم الفاعل. وبعبارة أخرى: أعند الوصف المبنيَّ للمفعول إلى الفاعل ... وهذا الإسناد مجازي علاقته الفاعلية.

  وكذلك لو قلنا: هذا سَيْلٌ مُفْعَم