أقسام المجاز
  إني نَزَلْتُ بكذابين، ضيفُهُمُ ... عن القرى وعن التَّرْحَالِ مَحْدُودُ
  هل نتصور المتنبي قصد أنه نزل بالكذابين؟ وهل ينزل الإنسان إلا بفندق، أو خانٍ، أو بيت، أو خيمة، أو مكان ما؟
  لقد أراد أنه نزل بأرضٍ، الحاكُم فيها من الكذابين ... يقول بلسانه شيئاً ويفعل بيديه شيئاً آخر ...
  استخدم المتنبي المجاز المرسل، ذَكَرَ السَّاكِنَ وأراد المسكن، أو أطلق الحالَّ وأراد المحلّ ...
  وقد سوَّغ له هذا الاستخدام العلاقة الحالية بين المعنيين ... ومثل ذلك قولنا: نحن في نعمة.
  في الواقع نحن في مكان، له طول وعرض وارتفاع، وهذا المكان يوصف بأوصاف مختلفة، فهو ضيّق، أو عريض، أو مريح، أو مزعج، أو غير ذلك.
  وكلمة (في نعمة) معنى من المعاني لمكان ماديَّ ... وهي مجاز مرسل علاقته الحاّليّة.
  ***
٩ - العلاقة الآلية
  في هذا اللون تذكر الآلة، ونريد أثرها ومفعولها.
  مثال ذلك: قوله تعالى {وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ ٨٤}[الشعراء].