البديعيات
البديعيات
  في موكب الشعر العربي عبر عصوره المختلفة نقف على مجموعات من القصائد، تتقارب في سماتها، وتتحد في مسمياتها، ويكون الشاعر فيها رجلاً واحداً، أو رجالاً متعددين. من هذه المجموعات: المُعلقات، والمفضليات و الروميات و السيفيات، واللزوميات، والبديعيات، و الشوقيات.
  والغريب في أمر هذه المجموعات أن حظ بعضها من الدراسة بلغ الذرى، وقارب الكمال عمقاً وعدداً، وأن بعضاً آخر لم ينل من الاهتمام والعناية ما هو به جدير.
  من هذه الألوان المهضومة الحق «البديعيات»، فإنه لم يعكف على دراستها الدراسة الجادة الرصينة، وإعطائها ما تستحق من عناية واهتمام سوى نفر قليل من الباحثين، لا يعدو عددهم أصابع اليدين، على مساحة العالم العربي اتساعاً وعمقاً عبر الزمن(١).
  ما هي البديعيات؟
  إنها قصائد مطولة، تزيد القصيدة الواحدة على خمسين بيتاً، وقد تبلغ
(١) نشير في هذا المقام إلى الدراسة التي قام بها الأستاذ علي ابو زيد، وكان عنوانها البديعيات في الأدب العربي: نشأتها - تطورها - أثرها. ونال بها شهادة الماجستير من كلية الآداب بجامعة دمشق، ثم نشر هذه الدراسة في عالم الكتب، في بيروت سنة ١٤٠٣ هـ / ١٩٨٣ م.