والشخص اللذين تميزا بأول ظهوره ونظمه لعُدنا بالإخفاق المبين، ذلك أنَّ كتب الأدب والتاريخ ضنَّت علينا بذكر هذه الأولية، وكلّ ما عثرنا عليه لا يتعدَّى مقالة صغيرة كتبها الأب اليسوعي لويس شيخو في مجلة «المشرق» عام ١٨٩٩ م في المجلَّد الثاني والعدد العاشر ادَّعى فيها أنَّ ابن الأفرنجية الحلبي⁣^(⁣١) كان مبتدع هذا اللون، لكن شيخو لم يدعم قوله بدلائل وأدلة قاطعة.

  الشعر الهندسي أو الشعر المحبوك

  ومهما يكن مبتدع هذا الشكل، والزَّمن الذي طلع فيه، فإنه صورة من صور الشَّعر المحبوك، المعروف منذ زمن طويل. فالبيت الشَّعري فيه يبدأ وينتهي بحرف واحد، والكلمة التي تُقرأ طرداً في أوَّل البيت نجدها في آخر بيت ثان معكوسة، فلو بدأ البيت الأول - مثلاً - بكلمة «دمَّر» انتهى بيت آخر بعكسها وهي «رَمَد»، ولو بدأ بيت بكلمة «دمع» انتهى آخر بكلمة «عمد» وهكذا.

الأشكال الهندسية

  والأشكال الهندسية أنواع. منها البسيطة كالمثلث، والمربع، والمعين والدائرة البسيطة، ومنها المركبة كالدَّائرة المتكونة من دائرة كبرى ودوائر أخرى صغيرة متداخلة ومتقاطعة معها. وإليك نماذج لكلّ هذه الأنواع

١ - شكل المثلث

  وهذه أبياته:

  دمعُ عيني سائلٌ في حب من ... إن رأته العينُ لم تخش رمد

  دمَّر الله أناساً قد طغوا ... وبغوا ما لم ينالوا من رشد

  دشَّر العصيانَ ثم اتبع رضى ... رافع السبع الشَّداد بلا عمد

(١) يسميه الأب شيخو «ديدِهْ كوز» ويرفع نسبه إلى الصليبيين.