البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

المبحث الأول الخبر

صفحة 62 - الجزء 1

  محمد، وأن يكون صفة له؛ فلما أتينا بضمير الفصل هو تعيَّن أن يكون النبي خبراً عن المبتدأ وليس صفة له. فضمير الفصل - على هذا الأساس يزيل الاحتمال والإبهام من الجملة التي يدخل عليها، ومن ثَمَّ يفيد ضرباً من التأكيد ولهذا عدّ من أدوات توكيد الخبر.

(٧) القسم

  وأحرفه: الباء، والواو، والتاء.

  و «الباء» هي الأصل في أحرف القسم لدخولها على كل مقسم به، سواء أكان اسماً ظاهراً أو ضميراً نحو: أقسم بالله، وأقسِمُ بِكَ⁣(⁣١).

  و «الواو» تختص بالدخول على الاسم الظاهر دون الضمير، نحو: والله إنّ سؤال اللئيم ذلّ. وربك ما خنتُ لك عهداً.

  و «التاء» تختص بالدخول على اسم الله تعالى وحده نحو قوله تعالى: {وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ}⁣[الأنبياء: ٥٧]

  والحروف التي تدخل على المقسم عليه أي جواب القسم أربعة هي: «اللام، وإنّ، وما ولا» فإذا كان المقسَمُ عليه مثبتاً فإن الحروف التي تدخل عليه هي اللام، وإن نحو: «والله لَمَوت شريف خير من حياة ذليلة»، ونحو قوله تعالى {وَالْعَصْرِ ١ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ٢}⁣[العصر].

  وإذا كان جواب القسم منفياً فإن الحروف التي تدخل عليه هي: «ما، ولا» نحو: «والله ما العمل اليدوي مهانة»، ونحو: «والله لا قصرتُ في القيام بواجبي».

  فالقسم على أي صورة من هذه الصور فيه ضرب من التأكيد، لأن


(١) في الشرع لا يجوز القسم إلا بالله. وفي رأي السلفيين أن الحلف بغير الله شرك أصغر. والله وحده أن يقسم بما يشاء.