البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

المبحث الثاني الإنشاء

صفحة 90 - الجزء 1

  على سبيل التمثيل لا الحصر.

  ومن جملة ما ذكروا:

(١) الأمر

  نحو قوله تعالى: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى ٩ عَبْدًا إِذَا صَلَّى ١٠ أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى ١١ أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى ١٢ أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ١٣}⁣[العلق] أي أخبرني أيها السامع عن حال هذا الرجل، هل هو على هدى حين منع عبداً من طاعة ربه أو أكان أمره لغيره بعدم إطاعة ربه من التقوى؟ ثم أخبرني عنه حين كذب رسولنا وأعرض عن طاعة الله؟ فهل يظن أنه سيفلت من عقابنا؟

  ومنه قوله تعالى: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ١٤}⁣[هود] أي أسْلِموا وقوله تعالى في سورة المائدة: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ٩١}⁣[المائدة](⁣١) أي: انتهوا.

(٢) النهي

  مثله قوله تعالى: {أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ}⁣[التوبة: ١٣] أي لا تخشوهم فالله أحق بالخشية.

(٣) التشويق

  كقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ١٠ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ١١}⁣[الصف] فلقد حمل الاستفهام معنى التشويق إلى التجارة التي تنجي من العذاب، وتجعل صاحبها من الفائزين الرابحين.


(١) ويمكن اعتبار الاستفهام إنكارياً في الآية.