البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

المبحث الثاني الإنشاء

صفحة 92 - الجزء 1

  والمستنكر دائماً يلي حرف الاستفهام. نحو: {أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ٤٠}⁣[الأنعام] و {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ}⁣[الزخرف: ٣٢] و {أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ٩٩}⁣[يونس].

(٧) التعجب

  كقول المتنبي لبدر بن عمار الذي صرع أسداً بـ أسداً بسوطه:

  أمعفر الليث الهزبر بسوْطِه ... لِمَن اتَّخذت الصارم المصقولا؟⁣(⁣١)

  ومنه قوله تعالى: {مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ}⁣[الفرقان: ٧].

(٨) التمني

  وفي التمني يتوجه السؤال إلى ما لا يعقل نحو قول الشاعر:

  أسربَ القطا! هل من يُعيرُ جَناحَه ... لعلي إلى من قد هَوِيتُ أطير؟⁣(⁣٢)

  إن «هل» لم تكن للاستفهام على حقيقته، وإنما هي للتمني، والتمني هو طلب المستحيل.

(٩) التعظيم

  كقول طرفة:

  إذا القومُ قالوا: مَنْ فَتَى؟ خِلتُ أنّني ... عُنِيتُ، فلم أكسل ولم أَتَبَلَّدِ⁣(⁣٣)


(١) ديوان المتنبي ص ١٤٤ ومطلع القصيدة: «في الخد إن عزم الخليط رحيلاً».

(٢) ديوان الأحنف ص ١٤٣.

(٣) معلقة طرفة بن العبد.