[فوائد من سورة هود]
[فوائد من سورة هود]
  · {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ}[هود: ١٤]:
  - قد يؤخذ من ذلك: أنه يحكم بالنكول عن اليمين، والحكم بمجرد النكول عن اليمين هو المذهب.
  - فإن قيل: هل للحاكم أن ينبه الناكل عن اليمين، أو من يتوقع منه النكول أنّ له أن يرد اليمين على المدعي أم لا؟
  يقال في الجواب:
  - إذا رأى الحاكم أن المنكر المحكوم عليه باليمين يتهيب من اليمين لتدينه لا لكذبه في الإنكار، ومال وهم الحاكم وتظننه إلى أن المدعي غير محق في دعواه فإنه يجوز للحاكم أن ينبه المنكر إلى أن له رد اليمين على المدعي، بل لا يبعد رجحان ذلك أو وجوبه؛ لأنه بالرد يتبين للحاكم الحق فضل تبين.
  - وإذا رأى الحاكم أن نكول المنكر عن اليمين كان لأجل كذبه في الإنكار فلا ينبغي له أن ينبهه إلى رد اليمين على المدعي.
  - ويعرف الحاكم ما ذكرنا من القرائن والأمارات، ولا يخفى على الحاكم اللبيب من خلال الدعاوي والإجابات والمناقشات حقيقة الحال عند المدعي وعند المدعى عليه، إلا أن ما عرفه الحاكم من خلال المراجعات بين الخصمين لا يصح أن يبتني عليه حكم شرعي.
  - إلا أن الحاكم بعد معرفته لحقيقة الحال ينبغي له أن يضيق على المبطل، فينبه المدعى عليه مثلاً أن يرد اليمين عليه، وأن يلزمه باليمين المؤكدة لشهادة شهوده، وإذا رأى الحاكم أن يحلِّف شهوده فليفعل، أو يتحرى في البحث عن عدالة شهوده، وما أشبه ذلك.
  - وإذا لم يكن شيء مما ذكرنا فالذي يظهر لي - والله أعلم - أنه لا مانع من أن ينبه الحاكم المنكر بأن له أن يرد اليمين على المدعي، وذلك أن الرد