زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فوائد من سورة هود]

صفحة 114 - الجزء 1

  لليمين على المدعي حق شرعي للمدعى عليه، وإذا كان حقاً له فلا مانع من التنبيه له بما له من الحق.

  - والذي لا يجوز للحاكم هو أن يلقن أحد الخصمين حجته، أو يلقنه كيف يدعي أو كيف يجيب على دعوى خصمه، أو يلقن الشاهد كيف يشهد، والتلقين هو أن يقول الحاكم مثلاً للمدعي أو المدعى أو للشاهد: قل كذا وكذا.

  · ، قال الله تعالى: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ١١٢ وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ...}⁣[هود]:

  في ذلك ثلاثة أوامر هامة مقرونة بالتهديد هي:

  ١ - الاستقامة على فعل ما أوجبه الله تعالى وفرضه على عباده، وعلى ترك ما نهى عنه تعالى، وفي نحو ذلك قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ٣٠}⁣[فصلت].

  ٢ - نهى الله تعالى عن الطغيان، والطغيان هو الخروج عن الاستقامة بفعل ما حرمه الله تعالى، أو بترك ما أوجبه على عباده.

  ٣ - ونهى تعالى عن الركون إلى الظلمة، والركون إليهم هو الميل إليهم ولو ميلاً يسيراً، ويتمثل الركون إليهم في معاونتهم على ظلمهم، وفي طاعتهم في معصية الله، وفي تسويدهم، وفي تصديق كذبهم، وفي تبرير أعمالهم، و ... إلخ.

  وقد روي أنه ÷ قال: «شيبتني هود والواقعة»، وقال بعض العلماء: إن هذه هي الآيات التي شيبت بالنبي ÷.

  فإن قيل: ما هو السر هنا في سببية هذه الآيات لشيب النبي ÷؟

  فيقال في الجواب: إن الله تعالى أخذ على النبي ÷ والمؤمنين أن يقوموا