زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فوائد من سورة يوسف]

صفحة 116 - الجزء 1

[فوائد من سورة يوسف]

  ١ - قال الله سبحانه وتعالى: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا ...}⁣[يوسف: ١١٠].

  ٢ - وقال: {وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ ...}⁣[البقرة: ٢١٤].

  ٣ - وقال: {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ ..}⁣[الشورى: ٢٨]، يؤخذ من ذلك:

  أن الفرج يأتي بعد أن تستحكم الشدة، ويحصل اليأس، وكان الرسول ÷ يقول: «اشتدي أزمة تنفرجي».

  معنى الآية الأولى: أن نصر الله يأتي رسله وأتباعهم في حين يقل أملهم في قرب النصر، وييأسون من قربه، وبعدما يبلغون رسالات الله أكمل تبليغ إلى أقوامهم فيكذبونهم، فيكررون عليهم الدعوة وتبليغ الرسالات المرات بعد المرات، والوقت بعد الوقت، والشهر بعد الشهر، والسنة بعد السنة، فيقابلهم أقوامهم بالتكذيب، فيقل أمل الرسل في إيمان أقوامهم، ويحصل لهم اعتقاد قوي بأن أقوامهم لن يؤمنوا برسالات الله.

  فإذا حصل الأمران وهما اليأس والظن بعدم حصول الإيمان من أقوامهم - جاء نصر الله.

  وقوله تعالى: {وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ}⁣[الأنعام: ٣٤]: يراد به أنكم أيها المؤمنون - وإن ضعف أملكم في نزول النصر - ستنصرون حقاً وإن تأخر، فثقوا بوعد الله فإن الله لا يخلف وعده، ولا تتغير كلماته التي سبق وأن تكلم بوعده فيها لعباده، {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا ٨٧}⁣[النساء]، {مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ}⁣[ق: ٢٩].

  - وقوله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ ٣٤}⁣[الأنعام] يراد به أن النبي ÷ والمؤمنين إذا استبطئوا النصر فلينظروا إلى ما قصه الله عليهم من أخبار المرسلين مع أممهم فإنه جاءهم نصر الله بعد طول انتظار وبعد