زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فوائد من سورة النحل]

صفحة 128 - الجزء 1

  · وقال تعالى: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ١٦}⁣[الإسراء]:

  إذا ارتكب أهل قرية معاصي الله تعالى، وارتكبوا العظائم، وفعلوا مثل أفعال قوم لوط # - فإن الله تعالى يغضب عليهم، ويريد أن ينزل بهم العذاب الذي يستحقونه على جرائمهم، ولكنه تعالى لا ينزل بهم العذاب حتى يبعث إليهم رسولاً فيأمرهم بطاعة الله تعالى، وينهاهم عن فعل معاصيه، فإذا عصوا رسول ربهم، وتمردوا عليه، فإن الله تعالى ينزل عليهم حينئذ ما يستحقونه من العذاب.

  ومثل هذه الآية قوله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا}⁣[الإسراء].

  وخص الله تعالى الأمر بالمترفين لأن سائر الناس تبع لهم، فإذا صلح المترفون صلح الناس، وإذا فسدوا فسد الناس.

  واعلم أن الله تعالى لا يريد إهلاك قرية إلا إذا كان أهلها مجرمين، أما إذا كان أهلها صالحين فإن الله تعالى لا يريد إهلاكهم، قال تعالى: {مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا ١٤٧}⁣[النساء]، وقال تعالى وهو يخاطب المؤمنين: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}⁣[البقرة: ١٨٥].

  وقد وعد الله المؤمن بأن يحييه حياة طيبة، وأن يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب، وأن يدافع عنه.

  وقال سبحانه: {وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ٣٣}⁣[الأنفال].

  سؤال: ما هو تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ١٦}⁣[الإسراء]؟

  الجواب والله الموفق: المعنى أن أي أهل قرية أو أي طائفة من الناس إذا تمادوا في العصيان، وأكثروا في الأرض الفساد، وتجبروا وتكبروا، وارتكبوا