زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

العلاج بالقرآن

صفحة 134 - الجزء 1

  الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ٢}⁣[الجمعة].

[معنى شفاء القرآن]

  · قال الله سبحانه وتعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ٨٢}⁣[الإسراء]، في ذلك:

  - أن القرآن شفاء ورحمة للمؤمنين.

  - شفاء من أدواء القلوب التي هي الجهل والشك والحيرة والشبه.

  - ورحمة من حيث أنه يزكيهم ويطهرهم ويهديهم للطريق القويم التي يلقى سالكها في طريقه رضوان الله ومحبته وطمأنينة قلبه والسعادة في الدنيا، ثم الوصول إلى السعادة في الآخرة.

  - أما الظالمون فإنهم يزدادون بنزول القرآن خساراً وذلك من حيث إنهم إذا سمعوا آيات القرآن كفروا بها واستهزأوا، فيكسبهم ذلك سخط الله تعالى وغضبه عليهم، فيتضاعف عليهم الغضب والسخط فيحرمون رحمة الله ومحبته، ويستحقون عذابه في الدنيا والآخرة.

  - ويمكن أن يستدل من هذه الآية على أن في القرآن شفاءً من أدواء الأبدان وأسقامها، وذلك لإطلاق (شفاء) في الآية، وظاهر الإطلاق يتناول أدواء القلوب، وأدواء الأبدان؛ ويؤيد ذلك ما روي أن بعض الصحابة رقى لبعض رؤساء العرب بفاتحة الكتاب فعوفي، والقصة مشهورة.

العلاج بالقرآن

  القرآن علاج لأدواء القلوب من الكفر والنفاق، والكبر والعجب، والرياء والفسوق و ... إلخ.

  وهذا هو الغرض الأول الذي نزل به القرآن.

  وفيه مع ذلك شفاء لأدواء الأبدان وأمراضها، وقد روى الهادي # في الأحكام حديثاً في فضل الفاتحة منه: «وما قرئت على مريض إلا شفي».