زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فوائد من سورة النحل]

صفحة 133 - الجزء 1

  الخوف في قلوبهم؛ لأنهم كانوا واثقين في صدق النبي ÷، ومجربين لصدق ما أخبر به، لا يشكون في ذلك، ومن هنا روي أن النبي ÷ قرأ على بعض رؤساء قريش أول سورة فصلت حتى بلغ قوله تعالى: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ ١٣}⁣[فصلت]، فوضع يده على فم النبي ÷ وقال: سألتك بالله والرحم أن يحل بنا مثل ذلك. هذا معنى الرواية.

  ٣ - وفي ذلك أيضاً التطمين للمؤمنين والتثبيت لهم، والشد من عزائمهم، وتقوية صبرهم؛ لأنهم إذا سمعوا ذلك الخبر عرفوا أن الفرج قد أوشك، وأن النصر قد شارف.

  ٤ - الباطل –وإن عظم أمره واشتد ركنه - فطبيعته الاضمحلال والذهاب، {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ}⁣[الرعد: ١٧].

  · {جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا ٤٥}⁣[الإسراء]:

  المعنى: يخبر الله تعالى نبيه ÷ عن حال المشركين من قريش، وموقفهم من دعوته ÷ إلى الإسلام، فوصفهم الله تعالى بأنهم لا يعون ما تتلو عليهم من الآيات والحجج، ولا يفقهون؛ لعمى بصائر عقولهم، وصمم آذان قلوبهم، وأنك إن دعوتهم وتلوت عليهم الآيات لا يسمعوا؛ لحيلولة العمى والصمم، وعمى القلب وصممه حجاب مستور لا تراه.

  · قال الله تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ}⁣[الإسراء: ٨٢]، في ذلك:

  ١ - أن القرآن شفاء من أدواء القلوب وأمراضها، فيشفي من الشك والجهل والحيرة، ومن المفروض أنه شفاء من النفاق والكفر، ولكن المنافقين والكافرين لا يسمعون، وهو شفاء لهم ولكنهم لا يشتفون.

  ٢ - أنه رحمة للمؤمنين، ومعنى ذلك أنه يهديهم ويعرفهم سبل السعادة والرفعة والعزة والطهارة في حياتهم الدنيا، ثم السعادة الأبدية في جنات النعيم، {هُوَ