زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[في الروح]

صفحة 137 - الجزء 1

[في الروح]

  · قال تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ٨٥}⁣[الإسراء]:

  الروح هي السر الذي يكون به الإنسان والحيوان حياً، وإذا أخذ الله هذا السر صار الإنسان والحيوان ميتاً، وتحول بعد الحياة جماداً.

  وفي هذه الآية دليل وبرهان على أن القرآن من عند الله، وأن محمداً ÷ رسول من عند الله صادق فيما جاء به من عند الله، ولاسيما أهل عصرنا هذا الذي تطورت فيه العلوم والمعارف وتقدمت فيه الصناعة، فإن علماء الطب والتشريح لا يستطيعون مع ما هم عليه من التقدم في هذا المجال، ومع توفر الآلات الاستكشافية الدقيقة أن يشخصوا الروح، وكل ما وصلوا إليه بتقدمهم العلمي والصناعي، هو معرفة ما تركب منه البدن، ووظائف أعضائه، وما يعرض له من علل وأحوال ... إلخ.

  وعلى الجملة فمجال علمهم وتطوره هو البدن، أما الروح المصاحبة للبدن فبينهم وبينها حجاب حال بينهم وبين معرفتها، وإذا فارقت الروح البدن مات البدن وصار جماداً.

  ويمكن أن يقال: إن الروح شيء، وحياة البدن شيء آخر.

  ودليل ذلك: أن الإنسان إذا نام ذهب عقله وتفكيره وسمعه وبصره وإحساسه، وعلمه ومعلوماته، وخوفه وأمنه، وقوته وجبنه وشجاعته ... وإلخ، إلا أن هذه الحياة الجسدية لا تزيد عن حياة النبات أما الروح فهو شيء آخر غير هذه الحياة النباتية، وإذا ذهبت حياة الجسد خرج الروح، هكذا طبع الله تعالى الإنسان والحيوان.