زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فوائد من سورة الكهف]

صفحة 142 - الجزء 1

  ٣ - طلب المال والبنين والسعي لتحصيلهما حلال لا محذور فيه ولا حرج، وبإمكان المكلف أن يجمع بين الأمرين: طلب المال والبنين والأعمال الصالحة الباقية.

  ٤ - قد يحصل للمكلف في بعض الأوقات وبعض الحالات عدم تيسر الجمع بين الأمرين، فإذا لم يتيسر له ذلك فالخليق به أن يختار الباقيات الصالحات، ويتوجه بسعيه وعمله إليها.

  ٥ - الجدير بالمؤمن والذي ينبغي أن يكون عليه المؤمن أن يجعل سعيه في الباقيات الصالحات في الدرجة الأولى، وسعيه لطلب زينة الحياة الدنيا في الدرجة الثانية.

  · قال الله تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا ١٠٣ الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ١٠٤}⁣[الكهف]، في ذلك:

  - أن أهل المذاهب الباطلة الملتزمين بها المستقيمين عليها يدينون بها، وهم يرون أنهم في جادة الصواب.

  والسر في ذلك كما يظهر لي: أن المكلف في أول الأمر يترك الحق، ويدخل في الباطل تبعاً لدواعي هوى نفسه، ثم يتلمس مع مرور الوقت المبررات والمعاذير ويركبها في نفسه، ويستحسنها؛ فإذا اعترض عليه أحد سرد عليه تلك المبررات والمعاذير في صورة شبه، ولا يزال يستحسنها ويعجب بها حتى يرى ويعتقد أنها عين الصواب.

  وهذا بالنسبة للمتعلمين، وأما الجهلة المقلدون فيستحسنون الباطل من أول أمرهم، ويدينون بصدقه من أول معرفتهم به ودخولهم فيه.

  - وإنما كان هذا النوع أخسر الناس عملاً؛ لأنهم مجدون في العمل بدينهم، محافظون على إقامته والدفاع عنه، صابرون على ذلك، ويرون أنهم في عين الصواب، وعلى جادته، وهم في الواقع على ضلال؛ فيذهب عمله ذلك باطلاً لا يستفيد منه ثواباً، ولا يدفع عنه عذاباً، بل إن عمله ذلك ينقلب وبالاً يستحق