زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فوائد من سورة الأنبياء]

صفحة 149 - الجزء 1

  · ، قال الله سبحان وتعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ١٠٥}⁣[الأنبياء]:

  هذا وعد من الله تعالى مؤكد لأمة محمد ÷ بأنهم سيستولون على الأرض، ويقهرون أهلها، وينتصرون عليهم، ويأخذون ما تحت أيديهم من الأرض.

  - والأرض: هي الأرض التي كان للمسلمين بها عهد وسابق معرفة وقت نزول القرآن، وذلك أرض الشام والعراق ومصر وما حولها، وأرض فارس والروم وما جاور ذلك.

  - وفعلاً فقد فتح المسلمون تلك الأرض التي ذكرنا، وانتصروا على سلاطينها وملوكها وقهروهم، واستولوا على ما تحت أيديهم من الأرض.

  فإن قيل: إن السلاطين والملوك الذين استولوا على تلك البلاد سلاطين جور وفسوق وعصيان، يشربون الخمر، ويرتكبون أغلظ الفواحش، ويبغون في الأرض بغير الحق، و ... إلخ، وصفاتهم هذه تتنافى مع ما جاء في الآية: {يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ١٠٥}⁣[الأنبياء].

  يقال في الجواب: الحرب لفتح تلك البلدان كان باسم الإسلام والمسلمين وباسم أمة محمد ÷، ولا شك ولا ريبة أن في أمة محمد ÷ طائفة أو طوائف صالحة، لأدلة وردت بذلك، فإذا ورثت الأمة أرضاً واستولت عليها فقد شاركتها في ذلك الطائفة الصالحة.

  وبإمكان الرجال الصالحين بعد فتح تلك البلاد أن يسيروا فيها ويسكنوها ويتملكوا فيها من الأرض ما أحبوا بالشراء أو بالهبة أو بنحو ذلك على رغم أهل تلك الأرض الأصليين، ويأخذ الرجل الصالح نصيبه من الخراج والفيء، وحينئذ فيصدق ما في الآية من: {أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ١٠٥} على أمة محمد ÷ لوجود الصالحين في ضمنهم وإن قلوا.

  وهذا مثل قوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}⁣[آل عمران: ١١٠].