زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فوائد من سورة الأنبياء]

صفحة 148 - الجزء 1

  الأولى تدل على ذلك عن طريق الكناية؛ فإن المخلوق من العجل لا بد وأن يحمل في ذاته صفة العجل، والكناية أبلغ من الحقيقة؛ لأنها تثبت الصفة أو النسبة لصاحبها مقرونة بالدليل، فكأنه هنا قال: إن الإنسان عجول شديد العجلة، والدليل على ذلك: أنه خلق من العجل.

  · {الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ٧١}⁣[الأنبياء]:

  المراد أرض الشام، والبركة التي جعلها الله تعالى في أرض الشام هي:

  ١ - أنها أرض الأنبياء ومقرهم، فمنها ظهرت رسالات الله وكتبه وآياته وأشرقت أنوار هداه للعالمين.

  ٢ - أرض زراعية خصبة تزرع فيها أنواع الحبوب والفواكه والخضروات، وتتوفر فيها مياه الأنهار والأمطار.

  ٣ - كانت أرض الشام على طول التاريخ وإلى زمن قريب ملتقى للتجار من جميع البلدان، وقد حكى الله تعالى عن سبأ سفرهم إلى الشام فقال تعالى: {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ ١٨}⁣[سبأ]، وبركة قرى الشام (أي مدن الشام) أنها تتوفر فيها أنواع البضائع المطلوبة للناس، والتي من شأنها أن يربح فيها البائع والمشتري، وفي آية سبأ دليل على أن مدن الشام كانت أسواقاً تجارية عالمية.

  ٤ - ومن بركتها كما يظهر سهولة أهلها في معاملاتهم للتجار الموردين والمستوردين مما أدى إلى استمرار التجارة فيها، ورغبة الناس في التوجه بتجاراتهم إليها.

  ٥ - ومن بركتها اعتدال مناخها مما جعلها صالحة لإنتاج أنوا ع الحبوب والخضروات والفواكه، وجعلها تطيب لساكنيها وللوافدين إليها.