زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فوائد من سورة الأحزاب]

صفحة 176 - الجزء 1

  منهم لم يَفِ بعهده، ولم يصدق في إيمانه، وبدلوا عهدهم وإيمانهم.

  - وأنه ينبغي للوالي والقائد أن ينوه بأهل الصبر والثبات والنكاية في العدو، وأن يُعرِّض بأهل الفشل والجبن والخيانة من غير أن يصرح بهم.

  · قوله تعالى: {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا ٣٨}⁣[الأحزاب]:

  المعنى أن ما أراد الله تعالى أن يكون من أمره فلا بد أن يكون ويحصل، وهذه الآية في المعنى كقوله تعالى: {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا ٣٧}⁣[الأحزاب].

  وقد جاءت هاتان الآيتان في أمر الله تعالى لنبيه أن يتزوج بزوجة زيد بن حارثه بعد أن يطلقها زيد، فكبر على النبي ÷ ذلك، وخشي مقالة الناس فيه واستنكارهم عليه، فيقولون: إن محمداً تزوج بزوجة ابنه زيد، وكان النبي ÷ قد تبنى زيداً قبل البعثة، فكان يقال: زيد بن محمد، وهكذا كانت عادة العرب، فأراد الله تعالى أن يبطل ذلك، فأنزل قرآناً لإبطال ذلك: {وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ ٤}⁣[الأحزاب]، {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ ..}⁣[الأحزاب]، {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ}⁣[الأحزاب: ٤١]، {وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ}⁣[الأحزاب: ٣٧].

  وحتم على نبيه ÷ أن يتزوج زينب حتماً ليبطل بذلك سنة الجاهلية، ويمحو أصلها؛ لأنه ÷ إذا تزوجها سقطت تلك السنة من نفوس المسلمين وذهبت مكانتها من قلوبهم.

  - يمكن أن يفهم من الآية أن القدر قسمان:

  ١ - قدر مقدور، أي واقع حتماً.

  ٢ - قدر غير مقدور، أي غير واقع، وذلك لما تعطيه الصفة من المفهوم.

  فإن قيل: فما هو القدر الذي لا يقع؟

  قلنا: هو ما يقضي به الله ويقدره على عباده من التكاليف الشرعية، فإن أكثر المكلفين لا يفعلون ما قدره الله عليهم.

  توضيح: