زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فوائد من سورة الأحزاب]

صفحة 180 - الجزء 1

  في إمداد الله تعالى لهم برحمته الدينية والدنيوية هي أن يخرجوا من ظلمات الكفر إلى أنوار الإسلام والإيمان.

  · قال الله : {إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا ٦٧ رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَثِيرًا ٦٨}⁣[الأحزاب]:

  - الناس عموماً يكونون في ديانتهم وسلوكهم تبعاً لمشائخهم وأغنيائهم ووجهائهم، أينما سلكوا سلكوا، وأينما توجهوا توجهوا.

  - أنه لا يعذر التابع بجهله، وضعف تفكيره.

  - أن التقليد في الجملة مذموم، والمقلد على خطر.

  - أنه يضاعف العذاب للمتبوع بسبب ضلاله وإضلال غيره.

  - أن كبراء الناس وساداتهم ومشائخهم عادة ما يكونون في ضلال عن الحق.

  - أن المال يطغي وذلك من حيث أنه سبب للسيادة والكبر.

  · قال الله تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ٧٢ لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ...}⁣[الأحزاب]:

  - الأمانة هنا هي الدين الذي جاءت به رسل الله وأنبياؤه À إلى البشر.

  - وعرض هذه الأمانة العظيمة التي جاءت بها الرسل À على السماوات والأرض والجبال، وإباؤها عن حملها وخوفها منها كناية عن عظمة الأمانة، وليس ثمَّة عرض على الحقيقة، ولا إباء ولا إشفاق.

  - وتلك الكناية يراد بها أن يتصور المخاطب عظمة الأمانة، ويتصور مدى كبرها.

  - أما الإنسان فإنه حمل الأمانة حين عرضت عليه؛ لأنه عاقل مختار.

  - وقوله: {إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ٧٢} يفيد: أن الإنسان بطبعه كثير الظلم لنفسه ولغيره، وكثير الجهل بما ينفعه ويضره في العاجل والآجل،