زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فوائد من سورة ص]

صفحة 187 - الجزء 1

[فوائد من سورة ص]

  · قال الله سبحانه وتعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ ٢٧ أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ ٢٨}⁣[ص]:

  إنكار المشركين للبعث والحساب والجزاء يستلزم نسبة الله تعالى في خلقه للسماوات والأرض وما بينهما للجهل والعبث والتلاعب والحمق، ورد الله تعالى عليهم بأنه حكيم، ومن شأن الحكيم أن تكون أفعاله مبنية على مراعاة الحكمة والمصالح، والحكمة تقتضي التفرقة بين المفسد والمصلح، وبين المتقي والفاجر، وبين المؤمن الملتزم، وبين الكافر المسترسل في الفساد، ولو لم يكن بعث ولا حساب لاستوى كل أولئك.

  وفي هذه الآية دليل على الحكم على القائل بلازم قوله؛ فإن المشركين المنكرين للبعث لم يقولوا صريحاً: إن الله تعالى يسوي بين المؤمن الذي يعمل الصالحات وبين المفسد في الأرض، وبين المتقي وبين الفاجر، بل أنكروا البعث، ولزم من إنكارهم للبعث نسبة الله تعالى في خلقه للسماوات والأرض وما بينهما إلى الباطل والعبث والجهل.

  ولزم أيضاً من إنكارهم للبعث والجزاء اتهامهم لله تعالى بأنه يسوي بين المؤمن والمفسد، وبين المتقي والفاجر، وهم لم يقولوا ذلك، وإنما لزمهم ذلك من قولهم النافي للبعث والحساب.

  ومثل هذه الآية قوله تعالى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ٢١ وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ٢٢}⁣[الجاثية].