زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فوائد من سورة الزمر]

صفحة 188 - الجزء 1

[فوائد من سورة الزمر]

  · قال تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى}⁣[الزمر ٤٢]، يؤخذ من هنا:

  ١ - أن الروح شيء وحياة الجسم شيء آخر، فإن جسم النائم يكون حيًّا وروحه عند الله تعالى، يردها الله تعالى في جسمه عند الاستيقاظ.

  ٢ - أن الروح لا تموت بموت الجسم، بل يمسكها الله تعالى ولا يردها إلى جسمه في الحياة الدنيا {فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ}، أما روح النائم فإنه يردها إلى جسمه عند الاستيقاظ {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ}⁣[الأنعام ٦٠].

  ٣ - تطلق النفس على الروح.

  ٤ - قالوا: إن الروح جسم لطيف.

  قلت: يمكن أن يقال: إن الروح سر من الأسرار التي اختص الله تعالى بعلمها ولم يطلع عليها أحدًا من عباده، وقد قال الله تعالى: {قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}⁣[الإسراء ٨٥]، وهذه الآية تفيد أن ما عندنا من العلم نحن البشر لا يكفي لإدراك ماهية الروح.

  ٥ - والتصور والتصديق مدار علوم البشر ومنتهى معارفهم، والروح أمر وراء دائرة تصورات البشر، فليست حينئذ داخلة في دائرة معارفهم.

  وتلخيص ذلك أنه ليس للبشر قدرة ولا إمكانية يتوصلون بها إلى معرفة الروح.

  ٦ - وقد عجزت معارف البشر اليوم عن معرفة ماهية الكهرباء الذي يجري في الأسلاك ويستنفع به في الكثير من المنافع، فلم تدركه حواسهم على الإطلاق.

  · قال تعالى: {وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ٤٧}⁣[الزمر]، {وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا}⁣[الجاثية: ٣٣]:

  - ذلك في الكافرين والفاسقين المتمردين على الله، والمنافقين؛ فإنهم