[فوائد من سورة الجمعة]
  والكبرياء، وعلى استحقاقه للحمد والشكر دون ما سواه.
  ٢ - وأن الواجب على ذوي العقول أن ينظروا بعيون عقولهم إلى ذلك التسبيح الناطق في صغير المخلوقات وكبيرها، فلعلهم إن نظروا ينخرطون معها في التسبيح.
  ٣ - أن منة الله تعالى ونعمته على قريش وعرب الجزيرة بمحمد ÷ أعظم وأكبر من منته على غيرهم.
  ٤ - قد يستدل مما هنا على أن العرب أفضل من غيرهم من أمم الأرض، وذلك من حيث أن الله تعالى اختصهم بالتقديم برسالة الإسلام وخاتم الأنبياء ~ وآله، وأن يكونوا أول من يتلى عليه آيات الله، وأول من يتزكى بدين الإسلام، وأول من يحمل العلم والحكمة.
  ٥ - وأن منته هذه التي مَنَّ بها على قريش والعرب قد أرادها الله لهم واختصهم بها أولاً ولذراريهم ما تناسلوا إلى يوم القيامة.
  ٦ - {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ٤} لم يدرك الكثير من قريش والعرب مدى هذه النعمة، وعظمة ذلك الفضل الذي اختصهم الله تعالى به، ولا مقدار ذلك الشرف الكبير الذي شرفهم الله به.
  ٧ - {الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} الكتاب هو القرآن الكريم، والحكمة هي العلم بطرق الحق والصواب.
  ٨ - أنه ينبغي للداعي إلى الله أن يرتب دعوته للجاهلين:
  أ فيبدأ أولاً بذكر آيات الله الدالة على عظمة الله وجلاله وعلمه وقدرته، وذكر آيات رحمته وسعة نعمه على عباده، وحلمه عنهم، حتى إذا استوعب الجاهل ذلك، وعَقَلَه - وقَرَ في لبه.
  ب ثنى بتزكية الجاهل وتطهيره من أدناس الجهل وأعمال الجاهلين، وذلك بالتوبة والإقلاع عنها والاستغفار من ذنوبها وآثامها.
  ج - ثم ثلث بعد ذلك بتعليمه أحكام دين الإسلام «العلم والحكمة».