[فوائد من سورة الجمعة]
  ٩ - يمكن الاستدلال من هنا على جواز ذكر المصرّ على فسوقه وعصيانه بما فيه، وذمه بعصيانه.
  ١٠ - وأن العالم الذي لا يعمل بعلمه مذموم ومحروم من شرف العلم ورفعته، وأنه لا يستحق إلا الذم والنقص.
  ١١ - ليس للعالم الذي لا يعمل بعلمه إلا التعب والعناء والثقل، بل إن الجهل خير له من حمل العلم من غير عمل، وهذا معنى التشبيه.
  ١٢ - مثل الله اليهود بالحمار الذي هو أخس الحيوانات التي تحمل الأثقال؛ ليصور لنا خسة اليهود وانحطاطهم السحيق.
  ١٣ - تفيد الآيات هنا: أن اليهود الذين حملوا التوراة ودرسوها وعلموا بما فيها من العلم والأحكام قد تركوا الأحكام التي كلفهم الله تعالى فيها العمل بها وهم يعلمون ذلك، ويعلمون مع ذلك أن الله سوف يعذبهم على تركها وترك العمل بها.
  ١٤ - وقد يؤخذ من هنا أنه لا حرج على المؤمن أن يتمنى الموت حباً منه للقاء ربه.
  ١٥ - قد يؤخذ من هنا أن الله تعالى يقبل دعوة المبطل إذا دعا على نفسه في المباهلة.
  ١٦ - وفيما هنا معجزة ظاهرة تدل على صدق النبي ÷ في نبوته، وذلك من حيث أنه أخبر في هذه الآيات عن حال اليهود الظاهرة والباطنة والمستقبلة: {وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا}.
  ١٧ - استاءت اليهود حين بعث الله محمداً ÷ من قريش ومن العرب وأرسله إليهم أولاً واشتد حسدهم حتى كتموا وأنكروا ما في التوراة من البشارات بالنبي ÷ ومن ذكر صفاته، وادعوا أنهم أهل النبوات والشرف والقرب من الله دون العرب؛ فأرغمهم الله تعالى حين قال: {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ٤}، وحاجهم الله تعالى في هذه الآيات وأفحمهم وذمهم وأخزاهم، ويستفاد