[فوائد من سورة الملك]
[فوائد من سورة الملك]
  · قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا}[الملك: ٣]:
  ورد القرآن بأن السماوات سبع، وورد بأن الله زين السماء الدنيا بمصابيح وجعلها رجوماً للشياطين، فعلى هذا فإن كل ما نشاهده من النجوم مباشرة أو بواسطة المناظير الفلكية فهو في السماء الدنيا.
  وعلى هذا فتكون السماء الدنيا عبارة عن طبق فضائي مترامي الأطراف تسبح فيه النجوم، والسماء الثانية كذلك إلا أنه لا نجوم فيها، وهكذا الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة.
  ويمكن أن يقال: السماء الدنيا هي عبارة عن الفضاء الذي تتواجد فيه الشمس والقمر والنجوم المزهرة الواضحة النور المشرقة، وذلك لأن الله تعالى سماها مصابيح، ومن هذه النجوم المشرقة ترجم الشياطين.
  وسائر النجوم التي ليست بمشرقة ولا واضحة النور منها ما هو في السماء الثانية، وما هو في الثالثة، وما هو في الرابعة، و ... إلخ، وذلك على حسب البعد فأبعد النجوم في السابعة، والذي يليه في البعد في السادسة و ... إلخ.
  وهذا القول أقرب إلى الصحة في نظري، وذلك لما تدل عليه الآية التي صدرنا بها هذا الموضوع، وذلك تسمية الله تعالى لزينة السماء الدنيا بالمصابيح، والمصابيح لا تطلق إلا على ما له نور تقع به رؤية الأجسام، ولا تقع الرؤية إلا بالكواكب الكبيرة كالشمس والقمر والزهرة ونحوها من الكواكب الثاقبة للظلام بقوة نورها، ولا تقع الرؤية للأجسام على الأرض بالنجوم الصغيرة، ولا بالنجوم التي لا ترى إلا بالمناظير الفلكية.
  وقال تعالى بعد ذكره للسبع السماوات: {وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ}[الطلاق: ١٢]:
  أخبر الله تعالى أنه خلق من الأرض مثل السماوات في العدد، والذي يظهر أن