[فوائد من سورة نوح]
  ولم يصدر منه في سبيل دعوتهم إلى الله أي فتور أو توان، فشكا إلى الله بعد عشرة قرون من الزمان يدعوهم فيها إلى الله تعنتهم وتمردهم على الله وعلى رسوله، ودعا الله تعالى عليهم.
  ٩ - أنه يجوز الدعاء على الكافر بنزول عذاب الله عليه، وحلول سخطه تعالى بساحته، وينبغي أن يكون ذلك بعد اليأس من صلاحه.
  ١٠ - ختم نبي الله تعالى دعاءه على قومه بالاستئصال بطلب المغفرة من الله له ولوالديه و ... إلخ ليشعر بأن المكلف وإن بلغ في منازل التقوى والعبادة ما بلغ لا يفي بما عليه من الشكر لله، ولا تبلغ تقواه وعبادته إلى التخلص من كل تقصير وتفريط وتضييع و ... إلخ.
  ١١ - وأنه لا ينبغي لأحد من العباد وإن بلغ أرفع منازل التقوى والعبادة أن يزكي نفسه.
  ١٢ - أنه ينبغي إذا دعا المكلف ربه أن يبدأ بنفسه ثم والديه ثم المؤمنين والمؤمنات، وفي ذلك دلالة على أن الله تعالى يستجيب دعاء المؤمن للمؤمن في ظهر الغيب.
  ١٣ - وينبغي أن يكون نداء الله تعالى في الدعاء باسمه الكريم «رب» مضافاً إلى الداعي فيقول: «ربي» وتحذف الياء تخفيفاً أو بـ «ربنا»، ولعل السر في ذلك - والله أعلم - أن قول الداعي: يا ربي، يا ربنا يفيد التذلل لله تعالى والاعتراف والتسليم لله تعالى بالربوبية، واعتراف العبد وتسليمه بالعبودية لله، والفقر والحاجة إليه.
  سؤال: قال تعالى: {أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا ١٥ وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا ١٦}[نوح]، من أين علم المشركون أن السماوات سبع بعضها فوق بعض، حتى خاطبهم الله بذلك الخطاب الذي يفيد أنهم قد رأوا ذلك وعلموه؟
  الجواب والله الموفق: