زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فوائد من سورة نوح]

صفحة 246 - الجزء 1

  يمكن أن تحصل المعرفة بذلك للمشركين عما اشتهر عن أهل الأديان السالفة، وذلك كما اشتهر لهم تعظيم البيت الحرام، وحرمة الحرم المحرم، والأشهر الحرم، والطواف بالبيت، والسعي، والوقوف بعرفة، والمبيت بمزدلفة، و ... إلخ.

  فقال لهم تعالى: {أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا ١٥} كما قال لهم: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا}⁣[العنكبوت: ٦٧].

  نعم، يجاب بمثل هذا عن قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ...}⁣[الأنبياء: ٣٠]، وهذا إن أريد بالآية أن السماوات والأرض كانتا ملتصقتين ففتقهما الله تعالى عن بعضهما وفصلهما، فجعل هذه أرضاً وتلك سماءً بعد أن كانتا شيئاً واحداً.

  وأما إن أريد بفتقهما تلك عن الماء وهذه عن النبات فالأمر ظاهر محسوس.