زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فوائد من سورة النبأ]

صفحة 258 - الجزء 1

  أما النهار فتختبئ في بيوتها، كالثعابين والحيات والسباع وبعض الطيور ... إلخ؛ لأنها تتعرض في النهار للقتل والطرد.

  وفي ظلمة الليل يمكن الخائف أن يخرج لطلب حاجاته.

  وكان الناس في حروبهم قبل التقدم الحربي يتحاربون في النهار فإذا جاء الليل حجز بينهم بظلمته، ورجع كل من المتحاربين إلى مكانه.

  يستر الليل بظلمته كل شيء فيضطر الإنسان وكثير من الحيوانات إلى التخلي والتوقف عما هو فيه من العمل وطلب الرزق فيهدأ ويسكن وينام فلا يأتي اليوم التالي إلا وقد تجدد نشاطه.

  من الفوائد الفقهية من هذه الآية:

  أنها تصح صلاة الذي يصلي وهو عريان في ظلمة الليل لأن الله تعالى جعل ظلمة الليل لباساً.

  · قال الله تعالى: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا ١٠ وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا ١١}⁣[النبأ]، في ذلك:

  ١ - أن طلب الرزق والمعاش سنة إلهية.

  ٢ - وأن طلب المعاش يكون في النهار.

  ٣ - وأنه لا ينبغي طلب المعاش في الليل.

  ٤ - ولا ينبغي مواصلة الليل بالنهار في طلب المعاش.

  ٥ - وأن الله تعالى لا يخيب من طلب المعاش في النهار.

  ٦ - وأنه لا ينبغي النوم في النهار؛ لأنه وقت الرزق الذي يفيضه الله على عباده.

  ٧ - وأن على المكلف أن يستيقظ من النوم قبل طلوع الفجر ليشهد اليوم كله.

  ٨ - ومعنى {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا ١٠} هو أن الله جعل الليل ساتراً بظلمته لكل ما أظلم عليه يغطيه، ويستره عن أعين الناظرين، وفي ذلك مصالح عظيمة لعباد الله.