[في ذكر شهر رمضان]
[في ذكر شهر رمضان]
  · - قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}[البقرة: ١٨٥]، بين الله تعالى في هذه الآية فضل شهر رمضان، فذكر له فضيلتين هما:
  ١ - أنه أنزل فيه القرآن العظيم الذي هو أعظم نعمة أنعم بها على عباده لما فيه لهم من الهدى إلى طريق السعادة الأبدية في جنات النعيم، وإلى طريق السلامة من الضلال الذي يؤدي بهم إلى عذاب النار الخالد.
  والدليل على أنه أكبر النعم وأعظمها: قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ ١ عَلَّمَ الْقُرْآنَ ٢ خَلَقَ الْإِنْسَانَ ٣ ...} الآيات [الرحمن]، فعدد الله تعالى في هذه السورة النعم العظيمة التي أنعم بها على عباده، وصدرها بذكر نعمة القرآن.
  ٢ - أنه تعالى أوجب صيامه على جميع المكلفين، إلا المريض والمسافر، ومن يشابههما من أهل الأعذار، وهاتان الفضيلتان لا توجدان في غيره من الشهور، وقد جاءت السنة بذكر المزيد من فضائل هذا الشهر الكريم.
  - وإذا كان شهر رمضان أفضل الشهور؛ فإن فيه ليلة هي أفضل ليالي شهر رمضان، وهي خير من ألف شهر.
  · قال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ١ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ٢ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ٣ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ٤ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ٥}[القدر].
  · وقال سبحانه: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ ٣ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ٤ أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ٥ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ٦}[الدخان]، يؤخذ مما تقدم:
  - أن حساب الشهور القمرية هو الحساب الشرعي، وعليه فينبغي أن يعتمده المسلمون ويبنوا حسابهم عليه، لا على الشهور الشمسية، وإذا كان ولا بد فليؤرخوا بالتأريخ القمري، ويعقبوه بالتأريخ الشمسي.