[في ذكر شهر رمضان]
  {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ}[التوبة: ٣٦].
  - كما يؤخذ من الآية الأولى أن الله تعالى أوجب صيام شهر رمضان شكراً على ما أنزل فيه من نعمة القرآن، وذلك أنه عقب الآية التي ذكرنا أولاً بقوله: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}[البقرة: ١٨٥]، والعطف بالفاء هنا يفيد أن ما بعدها متسبب عما قبلها ومترتب عليه؛ فيستفاد من ذلك أن الصيام أولى ما نقابل به هذه النعمة العظيمة.
  - ويؤخذ مما كتبه الله تعالى من وجوب صيام شهر رمضان في كل سنة - أن الواجب على المكلف ألا ينسى نعم الله العظيمة، وأنه يجب عليه أن يذكرها ويشكرها مدة عمره في هذه الدنيا، لذلك أوجب الله صيام الشهر في كل سنة، وندب الرسول ÷ إلى صيام يوم الاثنين في كل أسبوع؛ لأنه اليوم الذي ولد فيه ÷ وبعث فيه و ... إلخ.
  · - قال الله سبحانه وتعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ١٨٦}[البقرة]:
  ذكر الله تعالى هذه الآية ضمن آيات الصيام مما يدل على أن الدعاء في شهر رمضان مندوب إليه زيادة ندب على غيره من الشهور، فيؤخذ منه أن الدعاء في شهر رمضان أقرب إلى الإجابة.
  - يستفاد من هذه الآية: أن الله تعالى يستجيب للداعي بشرطين:
  ١ - أن يكون الداعي من عباد الرحمن لا من عباد الشيطان، بدليل: {عِبَادِي}.
  ٢ - أن يكون الداعي مستجيباً لله تعالى فيما أمره به ونهاه عنه، ومؤمناً به، بمعنى أن يكون عالماً ومعتقداً بأن أزِمَّة الأمور كلها بيده، ومصادرها عن قضائه، يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد، بيده الملك كله وهو على كل شيء قدير.
  - قد يقال: إن المؤمن المستجيب لربه المنقطع إليه يدعو الله تعالى، ولا يرى