زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فوائد من سورة الليل]

صفحة 264 - الجزء 1

  الطريق إلى رضوانه، ولا يحميه من الوقوع في الفتن والمهالك، ولا يجنبه من الوقوع في أسباب المعاصي؛ لأنه لا يستحق الإعانة والتوفيق والتسديد، بل يكله إلى نفسه فتلعب به شهواته، وترمي به أهواؤه في المهالك، وتورطه شياطين الإنس والجن في العظائم، وتزين له القبائح.

  فهذا هو تيسير الله تعالى طريق العسرى للمكذبين الفاسقين والعصاة المتمردين، وليس لله تعالى من تيسير طريق جهنم سوى ما ذكرنا؛ لأن الله تعالى عدل حكيم لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها، ويؤت من لدنه أجراً عظيماً، ولا يفعل تعالى القبيح ولا يرضاه ولا يحبه ولا يريده ولا يشاؤه، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.

  والذي فعله الله تعالى هو أن ترك العصاة من الإعانة والتوفيق والتسديد والتسهيل والتنوير، فوقعوا في المعاصي وخاضوا فيها بشهواتهم وأهوائهم، ودخلوا في ذلك كله باختيارٍ منهم.

  · وقال سبحانه وتعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ٢ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}⁣[الطلاق]، {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ٤}⁣[الطلاق]:

  يحضى المؤمن الملازم للتقوى بالسلامة من الوقوع في الفتن بسبب ما جعله الله تعالى له من التوفيق والتسديد والإعانة والتنوير، ويسهل الله تعالى له طريق رضوانه، وييسر له سبل السعادة، ومع ذلك يرزقه الله من حيث لا يحتسب، خير الدنيا وخير الآخرة.

  فما أعظم التقوى، وما أعظم ثمارها، وما أكثر خيرها، وما أوسع بركتها!

  وما أخسر الذي ترك التقوى، واسترسل في إشباع شهواته وجرى خلف هوى نفسه، {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ٩٦}⁣[الأعراف].

  يمر بالناس ويعرض لهم في حياتهم الدنيا عوارض من الخوف على النفس