[فوائد من سورة العصر]
  {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ١٧ وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ ١٨}[التكوير]، {وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ ٣٣ وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ ٣٤}[المدثر] و ... إلخ.
  - {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ٢} هذا هو المقسم عليه، والمعنى: أن الإنسان المعرض عن الله بالكفر أو الفسق واقع في خسارة الدنيا والآخرة.
  - فإن قيل: نحن نرى الكثير من أهل الكفر والفسوق متنعمين في الدنيا بأنواع نعيمها، ومن كان كذلك فليس بخاسر في الدنيا؟
  فيقال: هم - وإن كانوا كذلك - في الخسران، وهذا هو الذي توجه إليه التوكيد بالقسم.
  - ويتمثل خسر أهل الأموال الفاسقين في:
  ١ - النصب والتعب المتواصل في السعي لجمع المال وحفظه عما يعرض له من النهب والسرق والظلمة والكساد والفساد والضياع والخيانات والمداينات و ... إلخ.
  ٢ - العذاب النفسي الدائم الذي يتسبب من الخوف من مفارقة الحياة الدنيا ومفارقة الأموال، ومن الخوف من المستقبل المجهول، وما يأتي به الزمان من المصائب والكوارث والأمراض وفقدان المال، وفقدان الأهل والأولاد، وتعرضهم للمكاره والمصائب.
  ٣ - التعب النفسي وإجهاد الفكر فيما يدفع به شر الأعداء وحوادث الزمان وما يتوقع من المكاره والمصائب.
  ٤ - الفزع بعد الفزع يحدث بسبب الوهم من لا شيء كما قال تعالى في المنافقين: {يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ}[المنافقون: ٤].
  ٥ - فقدانهم للطمأنينة والسكينة والرضا في حياتهم الدنيا؛ لأن ذلك لا يحل إلا في قلوب المؤمنين.
  - ومن كان كذلك في حياته الدنيا فهو في خسار وتماماً كما قال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا}[طه: ١٢٤].