زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[في ذكر شهر رمضان]

صفحة 29 - الجزء 1

  أثراً للإجابة؛ فما هو السبب؟

  - يقال في الجواب:

  إن الله تعالى عليم حكيم؛ لذلك فقد لا يكون للداعي مصلحة في استجابة دعوته:

  ١ - إما لأن الله تعالى لو استجاب له دعوته لداخله الغرور بنفسه، ولأخذه العجب، وظن في نفسه أنه عند الله من أهل الزلفى، ومن عباده الصالحين الأخيار، ولا شك في هلاك من كان كذلك، وقد قال تعالى: {فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى ٣٢}⁣[النجم]، وعن أمير المؤمنين # أنه قال ما معناه: (إن المؤمن لا يصبح ولا يمسي إلا ونفسه عنده ظنون) أي: مُتَّهَمَة.

  ٢ - أن يعلم الله تعالى أن فيما طلبه المؤمن فساد دينه لو أوتيه، فلا يستجيب الله تعالى دعوته، ويعطيه بدلاً عن ذلك ما هو خير له في دينه ودنياه، وقد لا يستجيب الله دعوة العبد لسبب عائد إلى العبد كتقصير في طاعة أو تساهل في معصية، أو غفلة عن ذكر، أو نحو ذلك؛ فإذا لم ير الداعي أثر الإجابة فليتهم نفسه فإنه أهل لأن يتهم.

  وبعد، فإن الله تعالى إذا استجاب للداعي، فإنه قد يؤخر الإجابة إلى حين لمصلحة عائدة للداعي:

  - إما لتعظم النعمة عند حصولها، ولا شك في هذا فإن النعمة إذا حصلت بعد الطلب الكثير والانتظار الطويل كانت أوقع في النفس وأعظم عند الطالب.

  - وإما لما ذكرنا أولاً من حصول الغرور والعجب لو أوتيها الداعي بعد الدعاء.

  - وذكر تعالى الاعتكاف في ضمن آيات الصوم كما ذكر الدعاء، وفي ذلك إشارة إلى أن الاعتكاف والدعاء من عبادات هذا الشهر الكريم.

  - وبما أن القرآن الكريم هو النعمة العظيمة التي استدعت وجوب صيام الشهر كما ذكرنا أولاً فينبغي أن تكون تلاوته من أعظم عبادات هذا الشهر.