زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[ألم نشرح لك صدرك ...]

صفحة 288 - الجزء 1

  وبهذا التبليغ وضع الله عنه تكليف تبليغ الرسالة إلى المشركين، وحط عنه ثقلها الثقيل، وأمره بهجرهم هجراً جميلاً.

  - {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ٤} وهذه نعمة ثالثة أفاضها الله تعالى على نبيه محمد ÷، فقد أشهر الله تعالى في الناس فضل النبي ÷، وعظيم شرفه وكبير منزلته.

  - فهذه النعم الثلاث أفاضها الله تعالى على نبيه محمد ÷ بعد مبعثه.

  - كأنَّ النبي ÷ كان قبل نزول هذه السورة قد استبطأ نزول النصر على المشركين، وحصول الفرج، وطال انتظاره ÷ لحصول ذلك، وكاد صبره ÷ أن ينفد؛ فنزلت هذه السورة تذكره بأن نعمة النصر وحصول الفرج وإن تأخرت فقد أعطيناك ثلاثاً من النعم الكبرى وعجلناها لك لتقر بها عينك، وليعظم أجرك في الصبر وانتظار الفرج، فلا تظنن أن الله قد نسيك ولم يبال بك، فإنك عند الله بمكان عظيم، لذلك أعطاك ما أعطاك بعد النبوة من شرح الصدر ووضع الوزر العظيم ورفع الذكر في العالمين.

  - وفي ذلك:

  ١ - أن على المؤمن ألا ينسيه ما هو فيه من الشدة والمضائق والمصائب نعم الله عليه وعظيم إحسانه إليه.

  ٢ - وأن يكون ظنه بالله حسناً فيما ابتلاه ويتلقاه بالصبر والرضا عن الله.

  ٣ - وليحذر من أن يستولي عليه اليأس من رحمة الله وفضله.

  ٤ - وليعلم أن الخير هو فيما اختاره الله له.

  ٥ - وعليه أن يثق بوعد الله، وأن ينتظر الفرج، وأن يشمر في عبادة الله، وأن يستمر في الرغبة إلى الله بالدعاء وطلب الحوائج.

  ٦ - أن الله تعالى يحب من عبده الجد في طاعته وعبادته والتشمير في ذلك؛