[تعامل النبي ÷ مع زوجاته]
  ١٩ - عصيان عائشة وحفصة لا يخرجهما من أمهات المؤمنين فما زالتا من أمهات المؤمنين، وما زال المؤمنون مكلفين بوجوب توقيرهما، وحفظ كرامتهما، والمحافظة على صيانتهما، وعلى الجملة فما وجب للأبوين وجب لهما، وقد أمر الله تعالى بالبر بالوالدين وإن كانا كافرين، وأمر بالمصاحبة لهما بالمعروف، ونهى عن طاعتهما في عصيان الله تعالى.
  ٢٠ - أن طبيعة الحياة الدنيا وهمومها وغمومها ومكدراتها يستوي فيها الأنبياء $ وغيرهم، فليوطن المرء المسلم نفسه على الصبر والرضا، وليعلم أن الذي يحاول أن تصفو له المعيشة يحاول ما لا يمكن.
  ٢١ - أن عباد الله الصالحين أعظم ابتلاءً في هذه الحياة الدنيا، كمريم بنت عمران، وآسية زوجة فرعون، ونوح ولوط @ ونبينا محمد ÷ و ... إلخ.
  ٢٢ - أن زوجة فرعون ومريم بنت عمران بلغتا في التقوى منزلة رفيعة، وكان لهما من قوة الإيمان والصبر والعزيمة الصادقة، والعمل الصالح ما أهلهما لأن يذكرا في القرآن العظيم، مع من ذكر من أنبياء الله ورسله وصالحي عباده.
  ٢٣ - أن الذي يرفع قيمة المكلف أو يضعه هو عمله لا غير، فلم ينفع زوجة نوح ولوط @ شدة صلتهما بنوح ولوط @، ولم يضر زوجة فرعون شدة صلتها به، فوضع الله تعالى زوجة نوح ولوط @، ورفع زوجة عدو الله فرعون في الدنيا والآخرة.
  ٢٤ - أنه لا عذر للنساء في اقتراف المعاصي والتقصير في الطاعات بنقصان عقولهن، فإنه يوجد عندهن من العقل والإدراك ما يصلن به إلى المنازل الرفيعة عند الله في الدنيا والآخرة، كما ذلك حاصل في مريم بنت عمران وزوجة فرعون، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد ÷، على أرواح تلك النساء سلام الله ورحمته وبركاته، ولولا ما جعل الله تعالى لهن من العقل والإدراك الكافي في باب التكليف لما رفع تلك النسوة الأربع