[تعامل النبي ÷ مع زوجاته]
  ١٣ - ينبغي للذي يحلف بالامتناع من الحلال أن يحنث في يمينه ويكفِّر، ولا ينبغي أن يصر على الاستمرار في الوفاء بيمينه.
  ١٤ - قد يؤخذ من هنا: أن التحريم بمنزلة اليمين كأن يقول: حرمت على نفسي دخول بيت فلان، أو تكليم فلان، أو أكل اللحم، أو نحو ذلك، أو: اللحم عليّ حرام، أو دخول بيت فلان عليّ حرام، ونحو ذلك.
  ١٥ - في آخر سورة التحريم التكميل لأولها والتتميم له، فقال عز من قائل: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ١٠ ...} إلى آخر السورة، فاستفيد من ذلك أن الاتصال بالرسول ÷ والقرب منه بسبب أو بنسب لا يفيد العصاة، ولا يغني عنهم من الله شيئاً، وكأن عائشة وحفصة قد توهتما أن لهما بالقرابة من الرسول ÷ حصانة تدفع عنهما عقوبة المعاصي، فمسح الله تعالى هذا الوهم، بما ضرب من المثل بامرأة نبي الله نوح #، وبامرأة نبي الله لوط #.
  ١٦ - ويؤخذ من هنا: أن المشروع في حق من علق بقلبه شبهة في دينه أن نبين له الحق ونفصله من جميع وجوهه حتى لا يبقى فيه أي التباس.
  ١٧ - أن فسق الزوج وعصيانه وتمرده على الله تعالى لا يخدش في إيمان زوجته، ولا ينقص من ثوابها، كما أن إيمان الزوج وصلاحه لا ينفع زوجته العاصية، ولا يقلل من عصيانها ولا ينقص من عقوبتها وجزائها.
  ١٨ - أن شفاعة نبينا محمد ÷ وشفاعة الأنبياء $ يوم القيامة ليست للعصاة والظالمين والمجرمين والمتمردين على الله الذين لم يتوبوا من عصيانهم، وماتوا على الإصرار، وإذا لم تكن لهؤلاء فلم يبق إلا أن تكون للمؤمنين المتقين الذين ماتوا على التوبة.