[الأمر بالصلاة على النبي ÷]
  في أول سورة التحريم؛ ليدلهما بذلك على أن قربهما من الرسول ÷ غير نافع لهما مع معصيتهما لله ولرسوله ÷.
  وفي هذه الآية دليل واضح لا لبس فيه ولا إشكال على أن مصاحبة الرسول ÷ لا تنفع صاحبها مع عصيانه لله ولرسوله ÷، وذلك أن صحبة عائشة وحفصة للنبي ÷ أخص من صحبة الصحابة؛ فإذا لم تنفعهما صحبتهما مع ما فيها من المخالطة والملابسة، فبالأولى ألا تنفع من صحبته أقل من صحبتهما، وهذا واضح.
[الأمر بالصلاة على النبي ÷]
  · قال سبحانه وتعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ..}[الأحزاب: ٥٦]، في ذلك:
  - بيان عظيم شرف النبي ÷ ورفيع منزلته عند الله تعالى.
  - وفيها أن على المؤمنين أن يعرفوا لنبيهم ÷ منزلته الرفيعة وشرفه العظيم.
  - قد يؤخذ من ذلك أن الصحابة أو بعضهم لم يكونوا كما ينبغي من تعظيم النبي ÷ وتوقيره، وأنهم كانوا جاهلين بعظيم منزلته، ومقصرين في تقديره.
  - أن على المؤمنين أن يظهروا شرف النبي ÷ وتوقيره.
  - قد قالوا: إن الأمر بالصلاة والتسليم على النبي ÷ أمر مطلق لا يدل على التكرار، والذي ظهر لي أن الأمر هنا بالصلاة عليه ÷ يفيد التكرار لأمور:
  ١ - تقدم القرينة الدالة عليه، وهي قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ..}، فإن الفعل المضارع يدل على تجدد الصلاة مرة بعد مرة واستمرارها من الله وملائكته، فإن ذلك دليل على أن المطلوب من المؤمنين أن يصلوا عليه كذلك، فيستمر منهم تجدد الصلاة عليه المرة بعد المرة.
  ٢ - أن السبب المقتضي للصلاة عليه هو النبوة بما تضمنته من عظيم منزلته عند الله