زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

الشورى

صفحة 305 - الجزء 1

  وعظيم شرفه، ووجوب الاهتداء بهديه، والاتباع لدينه، بالإضافة إلى ما أجرى الله تعالى على يديه من استنقاذ الناس من الضلال وإدخالهم في الهدى والنور {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}⁣[الجمعة: ٢] فنعمته ÷ على المؤمنين عظيمة، وإحسانه إليهم كبير، وكل ذلك مستمر على المؤمنين غير منقطع، فيلزم المؤمنين أن يصلوا عليه ÷ ما داموا في نعمته، وهذا نضير شكر نعم الله تعالى، فإن شكره تعالى واجب مستمر لاستمرار نعمه.

  ٣ - أن الله تعالى يريد أن يحيى دينه وذكره إلى يوم القيامة، وبدوام الصلاة عليه ÷ يحيى دينه وذكره.

  فإن قيل: إذا كان المراد التكرار والاستمرار فلابد أن يكون له حد محدود كسائر الفرائض المفترضة، إما بعدد مخصوص في اليوم والليلة أو نحو ذلك التحديد.

  فيقال في الجواب: تجب الصلاة عليه ÷ كلما وجب ذكره، ويجب ذكره ÷ في تشهد الصلوات الخمس، وفي خطبة الجمعة، وقد جاءت بهذا التحديد الروايات الصحيحة.

الشورى

  · قال تعالى: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ ...}⁣[الشورى: ٣٨]، وقال تعالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ...}⁣[آل عمران: ١٥٩]:

  أمر الله تعالى نبيه ÷ أن يشاور أصحابه في الأمر، ويترتب على ذلك فوائد:

  ١ - أن يشرع ÷ للولاة ولغيرهم المشورة.

  ٢ - يكسب النبي ÷ مودة المستشارين، من حيث أنهم يطمئنون إليه ويميلون بقلوبهم إليه؛ لأنهم يرون أنه إنما استشارهم لثقته بنصيحتهم وبرجاحة عقولهم