زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[عبس وتولى]

صفحة 309 - الجزء 1

  - قد يؤخذ من هنا أنه ينبغي للمشكي عليه مُجادلة الشاكي، ليتعرف على صحة شكواه أو ليرده من الخطأ إلى الصواب، وذلك أن كلمة {تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا}⁣[المجادلة: ١] تدل على اشتراك الفاعل والمفعول في المجادلة.

  - أنَّ إصلاح مشاكل الزَّوجين والبحث عن علاجها أمر له مكانة كبيرة عند الله تعالى، وأن ذلك مسؤولية من مسؤوليات الولاة والحكام إذا لزم الأمر.

  - ليعلم المصلح بين الزوجين أن الله مطلع على كل ما صدر منه في مجال إصلاحه من قول وفعل ونية، وأنه سيلقى جزاء ذلك فليحسن في ذلك وليخلص نيته ليسلم عند الله تعالى من تبعات تفريطه.

[عبس وتولى]

  · قال الله سبحانه وتعالى: {عَبَسَ وَتَوَلَّى ١ أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى ٢ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى ٣ أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى ٤ أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى ٥ فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى ٦ وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى ٧ وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى ٨ وَهُوَ يَخْشَى ٩ فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى ١٠}⁣[عبس]، في هذا المقطع فوائد:

  ١ - الدلالة على أن القرآن من عند الله تعالى، وأن النبي ÷ صادق فيما جاء به من عند الله، وذلك من حيث إن القرآن لو كان من عند النبي ÷ لما تكلم عن نفسه بمثل هذا الكلام؛ لأن طبائع البشر عامة لا ترضى بأن يعيب المرء نفسه.

  ٢ - أن الأنبياء À غير معصومين عن الخطأ، وأن الله تعالى ينبههم إذا أخطأوا.

  ٣ - أن لطالب العلم حقاً على العالم، وقد يكون هذا الحق فرض عين على العالم إذا لم يوجد في البلاد غيره، وقد يكون فرض كفاية إذا كان أهل العلم أكثر من واحد.

  ٤ - أنه يجب على العالم أن يتلقى طلبة العلم بالاستبشار وطلاقة الوجه والسرور، ولا يجوز له أن يتلقاهم بالتبرم والعبوس.

  ٥ - أنه يجب على العالم إذا استُفْتِي أن يفتي.