[أذية المنافقين للنبي ÷]
  يكرهون ونبزوا بما لم يفعلوا فإنهم إذا علموا أن أنبياء الله ورسله À بما فيهم نبينا محمد ÷ كانوا يسمعون من المشركين بل ومن المؤمنين ما يكرهون وينبزونهم بالمعايب ويتهمونهم بفعل المآثم إذا علموا ذلك هان عليهم ما يسمعون من الناس وخف وطؤه عليهم، وتحملوا ما سمعوه، وقابلوه بالصبر.
[أذية المنافقين للنبي ÷]
  سؤال: قال تعالى: {وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ ...} الآية [التوبة: ٦١]، ما هو تفسير هذه الآية؟
  الجواب: ذكر الله تعالى في هذه الآية أن من المنافقين من يؤذي النبي ÷، ويدخل عليه الأذى من كل باب، ومن ذلك أنهم يتنقصونه وينسبونه إلى البلاهة والغفلة فيقولون: إنه يستمع إلى كل من يحدثه، ويصدق كل من حدثه من صديق أو عدو؛ فأمره الله تعالى أن يجيب على قول المنافقين بأنه وإن كان أذناً يستمع إلى كل من يحدثه فإن سماعه ذلك سماع خير للناس جميعاً: أما المؤمنون فيصدقهم فيما يقولون لأنهم أهل للتصديق، وأما استماعه لضعاف الإيمان وللمنافقين فاستماعه استماع رحمة لهم لما فيه من الرفق بهم إذ ربما كان استماعه لهم سبباً لجرهم إلى الإيمان.
  · وقال تعالى: {وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا ٤٨}[الأحزاب]:
  في هذه الآية دليل على أن رسول الله ÷ كان يلقى أذى شديداً، ويتعرض لمخاوف متكاثرة من الكافرين والمنافقين، فنهاه الله تعالى عن أن تصده تلك المخاوف عن تبليغ رسالات ربه، وأمره بأن يتجاوزها متوكلاً على الله الذي يحفظ المتوكلين عليه.
  وفي هذه الآية دليل على أن رسل الله À لا يجوز أن يستعملوا التقيَّة في تبليغ رسالات ربهم، ويلحق بهم الأئمة.