[المنافقون في سورة التوبة]
  وفيها دليل على أن النبي ÷ كان يلقى العناء الشديد، والمخاوف الكثيرة من المنافقين التي لا تقل عن مخاوف المشركين، ويؤكد ذلك قوله تعالى: {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ٤}[المنافقون].
  وفيها أن المنافقين على عهد رسول الله ÷ كانوا كثرة لها ثقلها وفاعليتها في عرقلة الدعوة الإسلامية.
[المنافقون في سورة التوبة]
  كثر المنافقون في أواخر عهد النبي ÷ فامتلأت المدينة بالمنافقين، وكثر أذاهم ودغلهم على النبي ÷ وعلى المؤمنين.
  وسبب كثرتهم في آخر عهد النبي ÷ أن النبي ÷ لما فتح مكة أسلمت قريش كرهاً خوفاً من القتل، وسكن أكثرهم المدينة، وقد كان أكثر مسلمة الفتح منافقين ضعاف الإيمان.
  فنزلت سورة التوبة بعد غزوة تبوك، وكانت آخر غزوة غزاها النبي ÷ فتخلف المنافقون عن الخروج مع النبي ÷، فزلزلت أركانهم وفضحتهم، وذكرت مساوئهم وفضائحهم وأخزتهم، وسنستعرض الآيات الواردة في المنافقين في سورة التوبة:
  الآية الأولى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ١٦}[التوبة]، وفيها:
  ١ - أن حكمة الله تقتضي أن يفضح الذي تستر بالإسلام، وهو في قلبه غير مسلم ويميزه من المؤمن المخلص.
  ٢ - وقد جعل الله تعالى غزوة تبوك في أشد الحر، مع بعد تبوك وحاجتها إلى زاد ورواحل - مختبراً يختبر بها المسلمين، ويميز بها بين المخلصين والمنافقين.
  ٣ - فتميز بهذه الغزوة المؤمنين المخلصين وهم الذين أطاعوا الله وسوله ÷ في الخروج مع النبي ÷ إلى تبوك في أشد الحر مع قلة الزاد والظهر.