[المنافقون في سورة التوبة]
  وتصلح نياتهم، فإن الرفق ما كان في شيء إلا زانه، وكان هذا خلقه الذي جبله عليه ربه.
  ١٢٠ - وفي هذه الآية وعيد للذين يؤذون النبي ÷، وقد يكون ذلك الوعيد في الدنيا والآخرة، وقد يكون في الآخرة.
  ١٢١ - وفيها أن النبي ÷ لم يقاتل المنافقين، وإنما يبين معائبهم التي أوحاها الله تعالى إليه.
  ١٢٢ - {هُوَ أُذُنٌ} بالغ المنافقون في عيب النبي ÷ فقالوا: إن جسم النبي ÷ كله أذن، يريدون بذلك أن كل واحد من الناس يستطيع أن يستغفل النبي ÷ ويخدعه ويغره بالكلام.
  ١٢٣ - ولو كان المنافقون يعقلون لعرفوا أن إغضاء النبي ÷ عنهم وعن كلامهم، وسكوته عن الجواب عليهم - هو في صالحهم، وهو خير لهم مما لو رد عليهم بما يستحقون من الرد.
  ثم قال تعالى: {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ ٦٢ أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ ٦٣ يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ ٦٤ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ٦٥}[التوبة]، في ذلك:
  ١٢٤ - لما انكشفت سرائر المنافقين وظهرت دخائلهم على الساحة بادروا إلى المؤمنين يحلفون لهم بالله أنهم منهم، وأنهم ما غيروا ولا بدلوا، وأنهم على ما المؤمنين عليه، يريدون بذلك أن يرضى عنهم المؤمنون.
  ولو كانوا مؤمنين حقاً لبادروا بالتوبة إلى الله وإلى سوله ÷، فالله ﷻ ورسوله أحق أن يطلب رضاه.
  ١٢٥ - وفي ذلك بينة من البينات الدالة على نفاقهم.