[المنافقون في سورة التوبة]
  ١٥٥ - وأنه كان هناك على عهد رسول الله ÷ منافقات يكدن الإسلام ويسعين في فساده والصد عنه.
  ثم قال سبحانه وتعالى: {كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ٦٩}[التوبة]، في ذلك:
  ١٥٦ - إن المنافقين كانوا ذوي أموال كثيرة وأولاد كثيرين.
  ١٥٧ - وأنهم كانوا متنعمين في حياتهم الدنيا في أموالهم وأولادهم.
  ١٥٨ - وأن الله تعالى بسط لهم مع ذلك في أعمارهم وصحة أبدانهم.
  ١٥٩ - وأنهم في خلال تنعمهم كانوا يخوضون في الاستهزاء بدين الله وبرسوله وبالمؤمنين، وفي اختراع الحيل والمكائد لرسول الله ÷ وللمؤمنين، وفي السعي لإلحاق الأذى برسول الله ÷ وبالمؤمنين.
  ١٦٠ - وأن المنافق تحبط حسناته وأعماله الصالحة في الدنيا والآخرة.
  ١٦١ - وحبط حسنات المنافق في الدنيا هي بأن رسول الله ÷ والمؤمنين لا يعتدون بها في الدنيا، ولا يمدحون صاحبها، ولا يثنون عليه بها، وفي الآخرة لا تغني عنه من عذاب الله شيئاً.
  ١٦٢ - وجه الشبه بين المنافقين وبين الذين من قبلهم هو أن كلاً من الفريقين تمتع في الدنيا بما أعطاه الله فيها من الأموال والأولاد والصحة والعافية والعمر، واشتغل في عمره بالتكذيب والاستهزاء بآيات الله، وسعى في الكيد لله ولرسله ولأوليائه، ثم كان حظه أن حبطت حسناته وأعماله الخيرية في الدنيا والآخرة بسبب سوء سريرته، وصار من أهل الخسران في الدنيا والآخرة.