[بعض أعمال النبي ÷ في المعارك]
  من حدثه ويقبل حديثه من غير فرق بين الصادق والكاذب؛ فأجاب الله تعالى على المنافقين في عيبهم هذا لنبيه ÷ بأنكم عبتموه أيها المنافقون بما ليس بعيب في الواقع؛ فأما تصديقه للمؤمنين (المخلصين) فهو تصديق في محله.
  ٢٦٠ - وأما استماعه لكلام المؤمنين (المنافقين) فذلك تكرم منه ÷ ورحمة منه ÷ حيث يستر عليهم نواياهم في حديثهم إليه، ولا يجبههم بما يسوؤهم، وقد كانت سجيته ÷ الإغضاء والإعراض عن معايب الناس ومساوئهم والستر عليها.
  فليس استماعه وسكوته عن كلام المنافقين لتصديقه له واغتراره به.
  هكذا أدب الله رسوله ÷: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ...}[آل عمران: ١٥٩].
[بعض أعمال النبي ÷ في المعارك]
  · ﷽ {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ١٢١}[آل عمران]، في ذلك:
  ١ - أنه ينبغي اختيار أول اليوم في الشروع في الأعمال المهمة، كتجهيز الجيوش، وكالغارات على الأعداء {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا ٣}[العاديات].
  ٢ - وأن إمام المسلمين هو الذي يتخذ قرار الحرب والسلم.
  ٣ - وأنه هو الذي يتولى التخطيط والتنظيم للحرب.
  ٤ - وأنه يكون هو القائد العام في الحروب.
  ٥ - ويلزم بناءً على ذلك - أن يكون عند الإمام من الرأي والتدبير ما يكفي.
  ٦ - وأن القائد يختار الأرضية المناسبة لتكون ساحة للقتال.
  ٧ - وأن على الجيش أن يطيع القائد في تنفيذ أوامره وتطبيق مخططاته.
  ٨ - وأنه لا ينبغي الدخول في حرب إلا بعد التخطيط لها.