زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[في المجاهدين في سبيل الله]

صفحة 353 - الجزء 1

  في سبيل الله وابتغاء رضوانه، أما الألم نفسه فلا يستحق عليه المكلف ثواباً، وإنما يستحق عليه الأعواض؛ لأن الثواب إنما هو على الأعمال.

  ٢ - وقد يستحق المجاهد على كل واحد من تلك الثلاثة الآلام الثواب، وذلك بسبب نية المجاهد حين دخل في الجهاد، فإنه ينوي أن يتحمل كل ما يلحقه في سبيل الله من ألم كبير أو صغير، فبهذه النية يكتب له ثواب كل ألم يلحقه في سبيل الله.

  ٣ - نزلت هذه الآية في غزوة تبوك وكان الوقت يومئذ شديد الحر، فرغبهم الله تعالى بذكر الثواب على ما سوف يلحقهم في سفرهم إلى تبوك من العطش وتعب الحر والسفر وألم الجوع.

  ٤ - وأنهم سيحظون بالأجر والثواب من الله في كل مسير ساروه في تلك الغزوة، وفي كل نزلة نزلوها، وفي كل مرحلة قطعوها، بل وفي كل خطوة نقلوها.

  ٥ - في هذه الآية أن جماً غفيراً من أهل المدينة وكثيراً من الأعراب الذين تخلفوا عن الخروج مع رسول الله ÷ قد عصوا أمر رسول الله ÷ بتخلفهم عن الغزو مع الرسول ÷.

  ٦ - كان ذلك في آخر عهد النبي ÷، وبذلك ينكشف المخلصون من الصحابة وغير المخلصين.

  ٧ - وفي ذلك ما يبطل مذهب أهل السنة والجماعة من عدالة وثقة جميع الصحابة.

  ٨ - وفي ذلك أن من شأن المؤمن أن يكون حريصاً على طاعة الله ورسوله ÷، وعلى اكتساب الثواب والأجر.

  ٩ - وفيها أن المؤمنين على عهد رسول الله ÷ متفاوتون في الإيمان والإخلاص.

  ١٠ - وأنه ينبغي أن يقود الإمام الغزوات الهامة، ويتولى قيادتها بنفسه ويباشرها بشخصه، ولا ينبغي أن يكلها إلى غيره.

  ١١ - وقد باشر النبي ÷ الغزوات الهامة وقادها بنفسه، وذلك في بدر