[في المجاهدين في سبيل الله]
  وأحد والخندق وخيبر وفتح مكة وغزوة الطائف «يوم حنين» وغزوة تبوك، وهكذا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # فإنه باشر حروبه وقادها بنفسه في يوم الجمل وصفين وحرب الخوارج، وهكذا أئمة أهل البيت $ كما ذلك مشهور وفي التواريخ مسطور.
  ١٢ - وينبغي أن تراعى المصلحة في حضور الإمام ميدان المعركة أو عدم حضوره، فإن المصالح تختلف باختلاف الأحوال والأزمان.
  ١٣ - وكان الهادي # يقول عند مبايعته بالإمامة: (ولكم عليَّ أن أتقدَّمكم عند اللقاء، وأقدمكم عند العطاء)، ولا يخفى أن حضور الإمام ميدان المعركة، ومباشرته للحرب بنفسه يستدعي إخلاص أتباعه، وحسن ظنهم به.
  ١٤ - وفي هذه الآية وفي غيرها من آي القرآن أن النبي ÷ كان يتولى إدارة الدولة، فكان ÷ يتولى قيادة الجيش، وقيادة الحروب، ويتولى القضاء بين الناس، ويقيم الحدود، ويتولى الإصلاح بين الناس حتى بين الزوج وزوجته، وبين الأمة وسيدها، وبين الأخ وأخيه، وبين الابن وأبيه، و ... إلخ.
  وكان يدير جمع الصدقات وتوزيعها على أهلها، ويدير الغنائم ويوزعها، ويتفقد أمور الرعايا صغيرها وكبيرها، ويصلح ما يحتاج إلى إصلاح، وكان يتولى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويعلِّم الناس الشرائع والأحكام، ويعلمهم دينهم، ويعلمهم الأخلاق ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، ويعلمهم العبادات والمعاملات.
  وكان يتولى إقامة شعائر الإسلام بنفسه، وكان يستقبل الوفود بنفسه، ويضيفهم من ماله، ويجيزهم مما بيده، ومع قيامه بشؤون الدولة الإسلامية أكمل قيام فإنه ÷ كان يقوم الليل مصلياً تالياً للقرآن، كما جاء في سورة المزمل.