[استماع الجن للنبي ÷]
  عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ}[المائدة: ٦]، ففي مثل هذا الحكم قد يختلف التكليف بين الإنس والجن.
  - وبما أن الجن أرواح لطيفة كلطافة الهواء فلا يحتاجون في حياتهم إلى الأجسام الكثيفة مثل الحب والفواكه والثمار والذهب والفضة والمعادن، بل ولا يحتاجون الماء والطعام البشري.
  وحينئذ فهم في غنى عن التكليف بترك الربا وبترك شرب الخمر، وبناءً على ما ذكرنا فيمكننا أن نقول:
  إن الجن مكلفون من الأحكام العملية التي جاء بها النبي ÷ بما كان لهم في التكليف به مصلحة.
  - نزلت هذه السورة (سورة الجن) والنبي ÷ والمسلمون في شدة شديدة ومضايقات خانقة، ولعل نزولها كان في أشد الحالات التي لحقت النبي ÷ والمسلمين، وبنزولها سيخف بعض ما بهم من الضيق والقلق، ويهون على نفوسهم بعض ما يجدون، وذلك من ناحيتين:
  - أن المؤمنين إذا علموا أن الجن استمعوا إلى القرآن لما فيه من آيات صدقه، ومن الهداية ازدادت قوة الإيمان في نفوسهم، وازدادوا فيه بصيرة على بصيرتهم.
  - أن المؤمنين إذا عرفوا أن في الجن قلة مؤمنة، وفيهم كافرون ومتمردون ومتعظمون ومشركون، وإلى آخر ما عليه البشر في كل ذلك، فإذا عرف المؤمنون ذلك هان عليهم ما هم فيه من الشدة؛ لأن المصائب إذا عمت هانت.
  - أن عند الجن سرعة فائقة في قطع المسافات البعيدة.
  · ﷽، قال الله تعالى: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ١ ...}[الجن]:
  ١ - يدل على أن النبي ÷ لم ير الجن ولم يسمعهم، وأنه إنما علم استماعهم لتلاوة القرآن بالوحي من الله.