زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[تعليم آدم الأسماء كلها]

صفحة 360 - الجزء 1

  وليسوا بحاجة إلى معرفة آيات الله في خلق الإبل والجبال والأرض و ... إلخ، وليسوا بحاجة إلى أن يعتبروا بما جرى على المكذبين بالرسل، ولا ... ولا ... إلخ.

  وإذا كان الأمر كذلك فإنه لا حاجة بهم إلى أن يخلق الله تعالى فيهم القوة على حمل تلك العلوم، وقد عَلِمْنَا أن الله تعالى حكيم عليم، وليس من الحكمة أن يخلق الله تعالى للملائكة ما لا حاجة بهم إليه.

  ويؤيد ذلك بعض تأييد: أنا نجد القرآن الكريم موجهاً في الدرجة الأولى إلى البشر، وثانياً إلى الجن، {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ ٢٩ قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى ....}⁣[الأحقاف].

  وقال تعالى: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ١ يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ٢ ...} إلى آخر القصة في سورة الجن.

  وفي سورة الرحمن يخاطب الله تعالى الجن والإنس ويعدد عليهم نعمه عليهم، وكل ذلك يدل على أنه لا تكليف على الملائكة بقراءة القرآن، ولا بالنظر في آياته، ولا بالتدبر لما فيه، وما ذلك إلا لعدم حاجتهم إلى ما فيه.

  وإنما قلنا إنهم مستغنون عن القرآن الكريم؛ لأن معرفتهم بالله تعالى وعلمهم بما له جل وعلا من العظمة والكمال والكبرياء والجلال والعلم والقدرة و ... إلخ معرفة تامة وعلم مستحكم.